تريد إيران جر دول الخليج إلى مستنقع تتوحل فيه المنطقة، لتكتب لها الهيمنة التي أوهمت نفسها بأنها قادرة على تحقيقها. وهي تدرك جيدا أنها أجبن من المواجهة، ولذلك فإن سياستها المفضلة هي استئجار الواجهات، وتجييش الوكلاء والمرتزقة، كما هي حالها في اليمن وسورية والعراق. وهي سياسات قوبلت بالرفض والاستنكار في جميع المحافل الدولية. وكانت النتيجة المنطقية لرفضها التخلي عن تلك الممارسات أن يتكتل مناوئها في تحالفات ضدها. وهو ما ينطبق على تكتل دول الخليج، ودول عربية، وأجنبية، خصوصاً المواقف الصارمة التي أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ضد الإرهاب الذي تمارسه طهران وتدعمه، وضد استعانتها بالميليشيات الطائفية، وتأجيج الكراهية، والنعرات الطائفية لإنجاح مخططات زعزعة الاستقرار. وإذا كانت إيران نجحت في اختراق سورية والعراق، في أتون النزاع الذي يدمر هذين البلدين العربيين، فهي تعتقد أنه لم تعد أمامها عراقيل تذكر للهيمنة على البحر الأبيض المتوسط، والخليج العربي، والبحر الأحمر، مستهدفة بوجه الخصوص السعودية ومصر، لأنهما الصخرتان اللتان تعيقان تقدمها صوب أهدافها اللئيمة. وهي أحلام باهتة لايسندها التاريخ، ولا تبررها موازين القوى في المنطقة، إذ إن مصالح العالم العربي والإسلامي والغربي تكمن في ثروات السعودية، ورعايتها لمقدسات المسلمين، وثقلها الحامي للقضايا العربية. ولذلك ستظل طهران تناطح صخور الجيوبوليتيكا حتى تتكسر قرونها دون أن تفوز بمبتغاها.